تحرير الأمير (دبي)
قدم مؤتمر الأمن الإلكتروني الذي اختتم أعماله أمس في دبي مجموعة من العروض الحية للقرصنة، بما فيها منطقة لاختراق برمجيات السيارات، حيث قام عدد من الشباب الإماراتيين وجنسيات أخرى بمحاولة التحكم عن بعد في السيارات الحديثة بهدف إلقاء الضوء على مشكلة بدأت تلوح بالأفق وهي اختراق أنظمة المركبات الحديثة، علاوة على إمكانية اختراق أنظمة الطائرات من دون طيار (الدرونز) والمركبات ذاتية القيادة، ما يعني إمكانية استخدامها كأسلحة موجهة.
وكشف المؤتمر عن مشروع مبادرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي (كار هاكينج فيللج) لحماية المركبات من الاختراق يتم بموجبه معرفة السائق عن طريق بصمة الوجه أو بصمة اليد، عبر استقطاب العديد من الشركات التقنية والخبراء الشباب المتمرسين في هذا القطاع، من خلال التمكن أولاً من اختراق نظام المركبة وفتحها أو التحكم بها عن بعد، ومن ثم العمل على حماية نظامها من الاختراق.
وتهدف مبادرة (كار هاكينج فيللج) إلى بث رسالة تنويرية وتحذيرية في آن لجميع شركات صناعة المركبات، بحيث يكون نظامها أكثر قوة لمنع اختراق المركبات الحديثة والتحكم بمسارها.
وأظهر المؤتمر، الذي ينظمه مركز دبي للأمن الإلكتروني بالتعاون مع شركة (هاك إن ذا بوكس)، عدداً من البيانات والإحصائيات المهمة تفيد بأن ضحايا الابتزاز الإلكتروني في دبي هم من فئات عمرية مختلفة (40-50) عاماً، وغالباً ما يكون المجرمون من خارج دولة الإمارات. وقد تم تسجيل نحو 450 حالة ابتزاز في دول الخليج بمعدل يومي، لترتفع نسبة الجرائم الإلكترونية إلى 23%. كما أظهرت الأرقام أن 24% من الأهالي في الإمارات لا يفعلون شيئاً لحماية أطفالهم من التهديدات الإلكترونية.
5 محاور لجعل دبي المدينة الأكثر أمناً.
وأكد يوسف حمد الشيباني المدير العام لمركز دبي للأمن الإلكتروني أن الخطة الاستراتيجية لجعل مدينة دبي الأكثر أمناً إلكترونياً تعتمد على 5 محاور، منها بناء الوعي والمهارات والقدرات اللازمة لإدارة مخاطر الأمن السيبراني، ووضع ضوابط لحماية سرية البيانات ومصداقيتها، كما تشجع الخطة على الابتكار وتطوير فضاء إلكتروني يتسم بالحرفية والعدل والأمن ومرونة الفضاء الإلكتروني، عبر ضمان استمرارية أنظمة تكنولوجيا المعلومات وتوافرها. وأفاد ربيع دبوسي نائب رئيس أول تطوير الأعمال والمبيعات والتسويق في مجموعة «دارك ماتر» أن المنطقة تشهد في الوقت الراهن طفرة غير مسبوقة في إنشاء البنى التحتية الرقمية وتبني الحلول المتطورة، إذ مع نهوض فكرة المدن الذكية واستخدام إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي في العديد من الجهات الحكومية والمؤسسات ازداد الطلب على خدمات الأمن الإلكتروني وأصبح من الضروري زيادة الوعي العام في هذا الصدد، حيث الحماية الكاملة غير جاهزة والهجمات أكثر تعقيداً. وأكد أن الصين تتصدر عمليات القرصنة على المستوى العالمي تليها روسيا، إلا أن بعض الهجمات من الصعب ملاحقتها باعتبارها موزعة، مطالباً بضرورة وجود معايير حكومية ودولية للتصدي لهذه العمليات حيث إن بعضها قد يودي بأرواح ناس مثل التحكم بقطاع الكهرباء أو المصانع.
وقال إنه تم رصد 780 ألف رقعة رقمية في الإمارات، منوهاً أن حصة الإمارات من الفضاء السيبراني كبيرة جداً والرقم يزداد بصورة يومية وفي المقابل الحماية قد لا تكفي، لافتاً إلى جاهزية مجموعة «دارك ماتر» الشريك الأمني الإلكتروني لتأمين إكسبو 2020 للتعامل مع الحدث.